لهذه التدوينة جزء سابق ، اضغط هنا لقراءته.
- لعلك أنت ذاك الواحد ؟
- لا .. هناك شباب آخرون . منهم من يصيد ، ومنهم من
يشتغل في بيع السمك مثلي ، ومنهم من يشتغل في إخراج القوارب للبر ( هز دوز ) ...
- أعتقد أن أغلبهم سيكون من بني عمومتك بحكم التقليد ؟
- ليس هذا الواقع ... الشباب من مختلف القبائل .
- هل هناك تجارب أو أشياء أخرى مشرفة تذكرها ؟
- قديما ، كان الخراشي يأتي بما يصيبه من البحر في مكان
سُمِّي بسوق الخراشي ( مع تصغير اسم السوق ) ، يسمونه : مريشي الخراشي .
كان يأتي بست أو سبع كيلوغرمات من السمك يصيدها بشباكه ، ثم ينشر سلعته على الأرض
شأنه شأن الناس البسطاء في ذلك الوقت . كان زبناءه الجنود المتجهون جنوبا صوب
ثكناتهم . الآن ، اتخذت بلدية بوجدور من نفس المكان مُركبا وسوقا لبيع السمك .بعد
ذلك تعاطى للنجارة وصار يصنع القوارب بمعية أبنائه.
- متى بدأ النجارة ؟
- في تسعينات القرن الماضي . حصل على رخصة حصرية لصنع
القوارب بمدينة بوجدور . كان يعمل معه في الورشة أبناؤه الثلاثة أو الأربعة . وفقهم الله ، وصنعوا مئات قوارب الصيد – بارك
الله لهم - ..
- تقصد الصنع المحلي ببوجدور ؟
- نعم .
- اللهم بارك لأولاده .
- بعد ذلك ، لما كبر ، وكثر البحارة القادمون من الشمال
، انصرف للفلاحة . رعى الماشية ، وحرث في نواحي بوجدور . ولازالت تلك الأراضي تحرث
حتى الآن . توفي ، لكن أبناؤه استمروا في الحراثة . مثل هذا السنة لما هطلت أمطار
الخير .
- ما هي الكلمات المأثورة عنه ؟
- ذكرتني . ذاك الرجل كان شاعرا باللهجة الحسانية. بل
كان من فحول الشعر الحساني .
- أذكر لنا بيتا من شعره محببا لديك ؟
- له قصائد كثيرة بديعة . لكنني سأقتصر على بيتين (گاف)
يحضرني الآن . ذكره لما رأى أحد أبنائه الذي فرقت بينهما السنون ، قال :
مَرْحَبْتي بيكم جامَّهْ فَخْلاگي مَاهِي مَاصَّهْ
مَرْحَبْتي بيكم عامَّهْ ومَرْحَبْتي بيكم خاصَّهْ
هذا (الگاف) شهير ، و(طلعتو الناس) ، فبنوا عليه قصائد .
-
ألديك أقوال مأثورة عنه تحض على العمل .
-
أبلغ من ذلك ، هناك جمعيتين للصيد البحري تَعَلَّمَ روادها صيد البحر على
يديه . وحصل على شهادات تقديرية .
حديثي مع رفيق السفر لم ينته ، و للخراشي رحمه الله ما
يقوله في ميدان آخر لن تصدقه ولن يتقبله عقلك . ولولا أنه من الأمور الثابتة والمتواترة في مدينتنا لما تطرقنا إليها .. فابقوا معنا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق