لهذه التدوينة جزء سابق ، اضغط هنا لقراءته.
بعد فترة وجيزة ذهب ذلك الشخص البارع ، وكان يدعى الأشهب
. غادر المدينة وبدأت أتلمس طريقي في ميدان اللوحات الإشهارية بمفردي . في ذلك
الوقت وكنت قد بلغت عشرين عاما أو كدت ، كان ذلك المجال يعج بالمنافسين ، وخاصة
الأساتذة ذوي الاختصاص ، لكنني شققت طريقي .
ثمن اللوحة الواحدة يترواح بين 300 و 800 درهم تبعا
لحجمها ، وأيضا تبعا لنوعية الزبون .
ميزة أعمالي كانت التركيز على التنسيق الجيد لما أقوم به ، وذلك غطى النقص الذي كنت أشكو منه في الخط العربي . هو نقص في نظري لكنه ليس كذلك بالنسبة لعامة الناس .
ميزة أعمالي كانت التركيز على التنسيق الجيد لما أقوم به ، وذلك غطى النقص الذي كنت أشكو منه في الخط العربي . هو نقص في نظري لكنه ليس كذلك بالنسبة لعامة الناس .
الخطوط العربية متنوعة ، وأكثرها جمالية الخط الديواني ،
لكن شغفي الأكبر كان بخط النسخ . أسباب عديدة وراء هذا التعلق ، أولا هو أسهل الخطوط
قراءة لعموم الناس ، وأقرب الخطوط إلى الخط المطبعي المعتمد في الحاسوب ، وإذا
أردنا الإنصاف ما الخط المطبعي إلا صورة من صوره .
بدأت سمعتي في الانتشار ، وصارت الطلبات تتوالى علي .حتى
أنها أحيانا كانت تأتيني من مدن أخرى كالداخلة والعيون والسمارة و العيون الشاطئ .
في عام 2006 تم اختياري لدى عمالة بوجدور لأكون مسؤولا
عن كتابة اللافتات مما يعني اعترافا لي بالكفاءة محليا . نتيجة لهذا الاختيار حصلت
على كارطية ، لكنني لم أستغلها في تطوير مشروعي .
نعم أحب العمل اليدوي الذي برعت فيه ، لكن التقدم
التكنولوجي أظهر نوعا جديدا من الإشهار هو الإشهار الرقمي .اضطررت إلى مواكبة
التغيير حتى لا يفوتني القطار . اعتمادا على الأسلوب القديم كانت اللوحات تستغرق
مني أحيانا ثلاثة أيام ، أنجزها مقابل 1500 درهم . أما في الأسلوب الحديث ينقص يوم
ويرتفع الثمن إلى 2000 درهم ، تشمل التركيب من الألف إلى الياء ، بما في ذلك شراء المواد
اللازمة لإنجاز تلك اللوحات ومصابيح الإضاءة ، وكثير من الجهد في القياسات الدقيقة
والتقطيع والتثبيت لم أكن أعاني منه سابقا .
بدون الكارطية أعتقد أنني قادر على فتح بيت . وقد
تزوجت حديثا . لكنني أدركت حاجتي الماسة لورشة خاصة بي . إيجار هذه الورشة التي
نجلس فيها حاليا أنا وأنت يبلغ 1000 درهم الآن ، وسوف يرتفع إلى 1500 ابتداء من
شهر يوليوز القادم .
تسألني إلى متى أبقى في هذه الورشة رغم الخسارة الحالية
؟ اجيبك ، أولا ما أدفعه إيجارا ولو أضفت من عندي لا أعده خسارة من وجوه عديدة .
فالعمل هنا ليس كالعمل تحت أشعة الشمس اللاهبة ، وعرضة للرياح والأتربة ، ... ثم
يكفيني أن كل مستلزمات عملي وهي كثيرة ، يكفيني أنها هنا . نوعية عملي لا تصلح أن
تكون في المنزل . لذلك ، سأبقى أدفع الإيجار من جيبي مادمت قادرا عليه ، فأنا أعمل
مدربا في رياضة الكونغفو منذ مدة لا بأس بها .
الورشة كما ترى واسعة وكبيرة ، فكثير من المؤسسات
الحكومية تتعامل معي ، إضافة إلى أصحاب السيارات والمؤسسات الخاصة . وأطمح إلى
تخصيص جزء منها لبيع المواد التي استعملها غالبا ، كما أنوي أن أجعل من الورشة
مطبعة تلبي رغبات الزبناء في هذه المدينة وغيرها .
خبرتي في الفوتوشوب جيدة ، ولدي أسلوبي في ابتكار اللوغو
كما فعلت مع بعض الزبناء ، لذا فأنا أطمح إلى
تقديم هذه الخدمة عربيا ، ولم لا عالميا ، فالانترنت قربت البعيد ، ومستحيل
الأمس صار اليوم من الممكنات .
أنصح الشباب الذين ينوون دخول هذا المعترك ، أن يراعوا
الإتقان والجودة في العمل ، وأن يلتزموا بالمواعيد ، فذلك من شأنه فتح الأبواب لهم
بعد توفيق الله .
رقم الهاتف 06.67.91.06.08
البريد الإلكتروني elimame.madad (at) gmail dot com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق