21 يناير 2013

هواية الصغر ... حرفة الكبر - الجزء الأول


من بين النصائح التي يقدمها أولئك الذين توصلوا إلى تأسيس مشاريع ناجحة ، من بين تلك النصائح نجدهم يشجعون الشباب على تحويل هواياتهم إلى عمل مربح وممتع . قصة اليوم تصب في نفس الإتجاه ، وهي لشاب مبادر من مدينة بوجدور اسمه الإمام مداد . ارتبطت حياته بالمداد ، وصار إماما في مجاله .

في هذا اليوم ، قررت أن أن أستغل فرصة قدومي إلى بوجدور وأحاوره . سجلت الحوار الذي ضمنه سيرته ، يقول الإمام والتعبير لي :
حينما كنت في المدرسة كان لدي شغف كبير بالرسم . وكان الخط أيضا يستهويني ، ولكنني لم أعرف قواعده . كنت أحاكي النماذج التي تعجبني وأقلدها . لم يكن الأمر في واقع الأمر كتابة للخط العربي ، بقدر ما كان رسما . منذ كان عمري أربعة عشر عاما ، بدأت محاولاتي الأولي في السير على طريق الخط العربي ، وكان الوقت هو الكفيل بصقل المهارة في ظل ندرة المصادر والموجه .
ولعي بالرسم باستعمال الصباغة الزيتية قادني إلى أن أرسم لصاحب صالة من الصالات الرياضية ، حصلت بموجبه على أول دخل لي وأنا لازلت طالبا . كان المبلغ زهيدا بمعيار اليوم ، غير أنه كبير بالنسبة لطالب اعتاد الحصول على مصروفه الشخصي من والده .
لم أوفق في مسيرتي الدراسية فانقطعت عن الدراسة مبكرا لأشتغل في إصلاح الأفرنة مع أحد المحترفين .
ذات يوم ، مررت قرب مختبر من مختبرات التصوير ، ورأيت رجلا يقوم بالكتابة على جداره وتزيينه . كان يعتمد أساسا على تقنية التقطيع في الكتابة ، أي أنه كان يكتب بالحاسوب ، ثم يقطع الكلمات ليحصل على قوالب تمكنه من الكتابة على الجدار . راقبته مليا ، ثم عبرت له عن عدم ارتياحي لطريقة عمله . لم يكن الرجل من سكان مدينتنا ، بل قدم من مدينة أخرى للقيام بهذا العمل .كان عاقلا  ، اقترح علي التعاون معه ، فهو كان يتولى رسم الخطوط ، بينما كنت أنا أتولى التلوين والصباغة . وبعد ذلك بمدة وجيزة دعاني للتعاون معه في إعداد لوحة إشهارية لمخدع من مخادع ا لهاتف التي انتشرت في ذلك الوقت . ثم قمت بأعمال شخصية صغيرة بشكل مستقل ، منها تلوين عربة لبائع المثلجات والمرطبات ، والرسم عليها . ذات يوم ، قدم إلى مدينتنا شخص بارع في الخط العربي . اهتدى إلي بعد رؤيته لتلك العربة ، واقترح علي أن أتعاون معه في الرسم والصباغة . كان هو يحصل على طلبات لإنجاز لوحات إشهارية ، وكان يكتب بخطه العربي الجميل ، بينما كنت أنا أتولى الرسوم المناسبة لنشاط الدكان .
للحديث بقية ، فابقوا معنا ...