من بين النصائح التي يقدمها أولئك الذين توصلوا إلى
تأسيس مشاريع ناجحة ، من بين تلك النصائح نجدهم يشجعون الشباب على تحويل هواياتهم
إلى عمل مربح وممتع . قصة اليوم تصب في نفس الإتجاه ، وهي لشاب مبادر من مدينة
بوجدور اسمه الإمام مداد . ارتبطت حياته بالمداد ، وصار إماما في مجاله .
في هذا اليوم ، قررت أن أن أستغل فرصة قدومي إلى بوجدور
وأحاوره . سجلت الحوار الذي ضمنه سيرته ، يقول الإمام والتعبير لي :
حينما كنت في المدرسة كان لدي شغف كبير بالرسم . وكان
الخط أيضا يستهويني ، ولكنني لم أعرف قواعده . كنت أحاكي النماذج التي تعجبني
وأقلدها . لم يكن الأمر في واقع الأمر كتابة للخط العربي ، بقدر ما كان رسما . منذ
كان عمري أربعة عشر عاما ، بدأت محاولاتي الأولي في السير على طريق الخط العربي ،
وكان الوقت هو الكفيل بصقل المهارة في ظل ندرة المصادر والموجه .
ولعي بالرسم باستعمال الصباغة الزيتية قادني إلى أن أرسم
لصاحب صالة من الصالات الرياضية ، حصلت بموجبه على أول دخل لي وأنا لازلت طالبا .
كان المبلغ زهيدا بمعيار اليوم ، غير أنه كبير بالنسبة لطالب اعتاد الحصول على
مصروفه الشخصي من والده .
لم أوفق في مسيرتي الدراسية فانقطعت عن الدراسة مبكرا
لأشتغل في إصلاح الأفرنة مع أحد المحترفين .
ذات يوم ، مررت قرب مختبر من مختبرات التصوير ، ورأيت
رجلا يقوم بالكتابة على جداره وتزيينه . كان يعتمد أساسا على تقنية التقطيع في
الكتابة ، أي أنه كان يكتب بالحاسوب ، ثم يقطع الكلمات ليحصل على قوالب تمكنه من
الكتابة على الجدار . راقبته مليا ، ثم عبرت له عن عدم ارتياحي لطريقة عمله . لم
يكن الرجل من سكان مدينتنا ، بل قدم من مدينة أخرى للقيام بهذا العمل .كان
عاقلا ، اقترح علي التعاون معه ،
فهو كان يتولى رسم الخطوط ، بينما كنت أنا أتولى التلوين والصباغة . وبعد ذلك بمدة
وجيزة دعاني للتعاون معه في إعداد لوحة إشهارية لمخدع من مخادع ا لهاتف التي
انتشرت في ذلك الوقت . ثم قمت بأعمال شخصية صغيرة بشكل مستقل ، منها تلوين عربة
لبائع المثلجات والمرطبات ، والرسم عليها . ذات يوم ، قدم إلى مدينتنا شخص بارع في
الخط العربي . اهتدى إلي بعد رؤيته لتلك العربة ، واقترح علي أن أتعاون معه في
الرسم والصباغة . كان هو يحصل على طلبات لإنجاز لوحات إشهارية ، وكان يكتب بخطه
العربي الجميل ، بينما كنت أنا أتولى الرسوم المناسبة لنشاط الدكان .
للحديث بقية ، فابقوا معنا ...