05 يناير 2013

أهل الجنوب


ملحوظة : هذه التدوينة تطلبت مني الخروج من بيتي في جو بارد لأكتبها في مقهى الأنترنت ...
????? ??????في شهر رمضان الأخير ، جمعني مجلس مع عدد كبير من أقاربي أبناء عمومتي وآخرين . كان اجتماعنا في مناسبة اجتماعية بمدينة العيون . الحاضرون كلهم شباب ما بين العشرين والأربعين ، وكلهم من سكان الجنوب الذي أنحدر منه أنا أيضا. أهل الجنوب ينسبون إلى الصحراء فيقال لهم صحراويون ، وأكثرهم يشعر بالفخر حينما يوصف أو يصف نفسه بتلك الصفة . لكن ذلك الفخر قد يترجم إلى كره وحقد حينما يتعلق بمقارنة مع آخرين ، ولا أقصد بأولئك الآخرين إلا بني المدن الشمالية .
لا يمكنني أن أفهم هذا الشعور غير المبرر لشخص يكره آخر لعرقه أو انتمائه لجهة معينة إلا أنه ظلم . أخبرني معلمي بأن هذا يسمى عنصرية وقومية ، وأعلم من ديني أن العنصرية تنقض الإسلام . فالاعتزاز بالإسلام أولا وآخرا  ... حتى أكون منصفا ذلك الشعور متبادل بين الكثيرين من الطرفين ...
لماذا أسرد هذه التفاصيل ؟
حينما تمتلك هذه الخلفية فأعلم أن من بين أكثر الأشياء استفزاز أن تضع مقارنة بين طرفين: الطرفين السابقين ، ثم تجعل الطرف المكروه في الكفة الراجحة ، وهذا ما سيأتي بعد قليل .
يغلب على شبابنا في الجنوب الاستهلاك لدرجة كبيرة ، بالطبع هناك نماذج مشرفة ، لكني أتحدث عن صفة سادت وعمت حتى صارت من مميزات الصحراويين . الصحراويون حديثو عهد بالبداوة ، وكانوا لظروف عيشهم القاسية خلال عقود طويلة مضطرون للترحال لتتبع مواطن القطر ، ورعي الغنم ، وبالتالي فإنهم نشأوا منذ نعومة أظافرهم على الصلابة وشدة العود ، حتى كانوا أجلد من النخل، أشد من الصخر ، مجلبة للفخر ، والكرم من خصالهم التي لا ينكرها من كانت له عينان...  كذلك كانوا ...
كان الصحراويون نموذجا للتعاون والتضامن والتآزر ، ويتجلى ذلك بوضوح داخل العائلات ، فلا أحد سيترك وحيدا .
سكان المدن الشمالية حاليا يمتازون بكدحهم لدرجة لا يستطيع معها الصحراويون أن يضاهوهم فيها . ثم إنهم في نمط عيشهم يبرعون في تدبير أمورهم ....
بالطبع يمكن للبعض أن يرى الكرم سفها وتبذيرا ، ويمكن للبعض الآخر أن يجعل حسن التدبير بخلا وتقتيرا ...

ليست هناك تعليقات: