15 فبراير 2013

المنار ... المبادرة تتجلى


ليست منار لبنان ، ولكنها مبادرة عيونية ومشروع محلي ، ومؤسسة نموذجية واسم على مسمى، تخطى عدد منخرطيها أحيانا في السنين الأخيرة خمسمائة منخرط... يسيرها شاب من مدينة العيون ، كان لي معه حوار في فرصة جمعتنا بمدينة بوجدور ، وكالعادة ، أرويها بأسلوبي مع المحافظة قدر المستطاع على أفكار محاوري . وله الكلمة :
-  اسمي سيدي محمد بن محمد بن حسن بن إبراهيم بن سيدأحمد السملالي . سألتني عن أهم مشاريعي . إن كنت تقصد أهم المشاريع المستقبلية فهو الزواج J، وإن كنت تقصد أهم المشاريع السابقة فهو مؤسسة المنار للتعليم الأولي .
       تولدت فكرة تأسيس مؤسسة المنار للتعليم الأولي في أبريل عام 2001 بحي السلام بمدينة أكادير . كنا أربعة أشخاص ، وطرحناها للنقاش . وكان أحدنا يتسم بالقدرة على توليد الأفكار بشكل غزير، بغض النظر عن إمكانية تطبيق بعضها . كان متميزا في العصف الذهني . عرضنا الكثير والكثير من الأفكار من بينها مثلا افتتاح مقهى للحريرة بمدينة العيون ، لكن الأمر استقر في النهاية على مؤسسة للتعليم الأولي وفي نفس الوقت مركز للدعم والتقوية.
-      ما هي المرجحات التي استندتم عليها في انتقاء هذا المشروع دون غيره من المشاريع الأخرى؟
-      في بداية المشروع ، لم أكن طرفا فيه . كنت مساعدا فقط . لم أكن من المؤسسين الأوائل الذين قام عليهم المشروع ونهضوا به. كانت الغاية لدى المؤسسين الأوائل إنشاء مشروع يحقق ربحا كبيرا، ولم تكن أفكارهم آنذاك مبنية على دراسات . كان الوضع في حقيقته محاكاة لبعض المؤسسات الموجودة هناك في العيون أو أگادير. لقد كان من المعتاد أن ترى الطلبة الجامعيين في تلك المؤسسات ، سواء كانوا مستفيدين أو مدرسين يحققون دخلا يساعدهم على إتمام دراستهم بالجامعة. كنت بعيدا عن هذه المشهد.
-      كم كنتم حينها؟
-      كنا من ثلاثة إلى أربعة ، أعني بذلك من يداوم على الحضور.
-      أنا أسأل عن المؤسسين.
-      المشاركة في التأسيس نوعان : مشاركة برأس المال ، أو مشاركة بالتسيير. ولا يمكن أن يقوم أحدهما دون الآخر. في ما يتعلق بي ، في بداية المشروع لم أكن طرفا فيه. كنت مساعدا لا مؤسسا.ثم صارت مشاركتي في التأسيس بالتسيير، ثم تغيرت بعد ذلك لتصبح مشاركة برأس المال.
-      لماذا تم اختيارك شريكا ؟ ولماذا كنت في التسيير بالذات ؟
-      أعتقد بأنني كنت مبدعا في المحاسبة والتسويق وكل ما من شأنه إثارة اهتمام الزبون. ولذا فقد كان اختيار اسم المؤسسة من اختياري . كذلك الشأن في الكثير من اللمسات الفنية بالمقر ، وكذا سبل التسيير . كانت تربط في ما بيننا علاقة صداقة ، لذا لم يكن من المستغرب أن نجتمع على مشروع كهذا.
-      ما هي تخصصات دراستكم الجامعية ؟
-      كلنا كنا ندرس الإقتصاد بالجامعة. وميلنا العام كان إلى الرياضيات بحكم أننا كنا علميين. الاهتمام باللغة العربية كان ضعيفا لدينا. لكن أحدنا طور من قدراته كثيرا فيها كي يسد هذا الثغرة، وليضطلع بمهمة تدريس اللغة العربية. لقد فرض علينا الوضع جميعا أن نسد الخلل الذي يمكن أن يؤثر على سيرنا.
-      هل كان هذا التطوير للقدرات قبل الانطلاق أم بعده ؟
-      كان متزامنا مع المشروع.
-      هل تستطيع أن تعود إلى سنوات النشأة والتربية والدراسة، لتحدد العوامل الحاسمة في هذا التوجه.
-      أهم عامل جذبني لهذا المشروع هو دراستي الجامعية.
-      لعلك لم تجب على سؤالي. فكثيرون أمثالك درسوا بالجامعة في نفس التخصص . ألا تظن أن في بيئتك ما شكل سببا رئيسيا في زرع روح المبادرة لديك؟
-      أريدك أن تعرف شيئا مهما. وهو أنه لم يكن لدي ما أخسره في هذا المشروع . فلم استثمر برأس المال في البداية رغم أنه قد تمت دعوتي لهذا الأمر  ورفضت . لأن قناعتي الشخصية تملي علي بأن يكون رأس المال الذي أبدأ به ينبغي أن يكون حرا ، يعني أنه لي وليس قرضا اقترضه من جهة معينة. وأعتقد أن هناك عاملا مهما في إنجاح العمل بعد توفيق الله ، وهو الانتماء الاجتماعي للمشروع . فحينما تنشئ مشروعا معينا في إقليم ما ، في مدينة ما ، في حي ما، موجه للصحراويين أساسا . هذا التوجه يدفع الأفراد قُدُما للعمل .فلم يكن من المعتاد كثيرا في تلك الفترة أن يُرى صحراوي بجانب السبورة ، ويشرح بلهجة محلية مفهومة لدى المحليين. أقصد فترة نهاية التسعينات. كان المجتمع مستعدا لمشروع على هذا الشكل ، مستعدا لإنجاحه.

ليست هناك تعليقات: